يقضي الموظفون ما لا يقل عن 6 - 8 ساعات من وقتهم، وأحيانًا أكثر، مع زملائهم في العمل. في الحياة اليومية، قد يكون من الممكن اختيار الأصدقاء وتجنب بعض الأشخاص، لكن هذا ليس هو الحال في مكان العمل. لذلك، فإن علاقات الصداقة في العمل مهمة؛ تظهر الأبحاث أن أولئك الذين لديهم صديق مقرب في العمل يعملون برغبة أكبر وبمتعة أكبر، ويركزون أكثر على مهامهم. من ناحية أخرى، فإن مسألة المسافة في صداقات مكان العمل مهمة أيضًا؛ يمكن أن تؤدي الألفة المفرطة، وكذلك البرودة والتوتر، إلى مشاكل.
يمكن أن تكون مجموعات الصداقة التي تستبعد بعض الأفراد في مكان العمل خطيرة؛ حيث إن هذه الحالة لديها القدرة على أن تؤدي إلى تنافس بين المجموعات، وسلوك عصابي، وحتى تقويض مسيرة شخص ما. تقع مسؤولية منع ذلك على عاتق المديرين. يجب على المديرين توجيه الموظفين الجدد، الذين هم أصغر سناً وأقل خبرة، والتصرف بطريقة تمنع مثل هذه الحالات السلبية.
ترك العمل بسبب عدم الرضا عن بيئة العمل لا يعني دائمًا أن ظروف العمل غير مناسبة. بعض الأفراد الذين يتركون وظائفهم لهذا السبب يفعلون ذلك لأنهم لا يستطيعون التفاهم مع زملائهم أو يشعرون بالاغتراب في البيئة. يبدو أن علاقات الصداقة الجيدة هي من بين العوامل التي تجعل الناس يحبون وظائفهم، ويبقون في مناصبهم، ويعملون بمتعة. من ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي تدهور هذه الصداقات إلى مشاكل متنوعة ومواقف غير سارة. لذلك، يحتاج الموظفون إلى الانتباه بشكل خاص إلى النقاط التالية:
*عدم الثقة والانفتاح على الفور
*تمييز كيفية التصرف تجاه من
*تحديد المسافة الصحيحة والحفاظ عليها
*عدم خلط العمل بالحياة الشخصية
يقول الخبراء إن الشخص الذي لا يستطيع التحكم في صداقات مكان العمل لا يمكنه الأداء بشكل فعال على المدى الطويل وتحقيق نجاح حقيقي في العمل. غالبًا ما يُرى أن وراء الوظائف التي تعاني أو تفشل تكمن مشكلة صداقات العمل غير المنضبطة. تؤثر الصداقة المدروسة والمتوازنة عاطفيًا بشكل إيجابي على تطوير الفرد الشخصي وعمله، بينما تؤدي الألفة المفرطة أو المسافة الزائدة إلى مشاكل شخصية ومؤسسية.
تشكل العلاقات بين الرؤساء والمرؤوسين أيضًا جانبًا مهمًا من علاقات الصداقة في العمل. عندما يحصل أحد شخصين في نفس المنصب على ترقية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى نتائج سلبية مثل اختلال توازن المكتب، واتهام المدير أو الرئيس بالتحيز، وتدهور أو انتهاء صداقة جيدة جدًا. قد يتصرف الشخص الذي حصل على الترقية بتساهل تجاه صديقه الذي كان يشغل نفس المنصب سابقًا أو، على العكس، قد يتصرف ببرودة. أحيانًا، بسبب الدافع للحفاظ على مسافة متساوية من الجميع، قد يصبحون وقحين ومؤذين. لمنع مثل هذه المشاكل، قد تكون هناك حاجة أحيانًا لتدخل المدير. يمكن أن يساعد المدير في توضيح سبب الترقية من خلال تقديم أمثلة، مما يساعد على خلق جو أكثر سلمية.
تظهر الحاجة إلى إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين أيضًا في الحياة المهنية. يلبي الناس احتياجاتهم الاجتماعية من خلال الصداقات الجيدة التي يقيمونها في مكان العمل، مما ينعكس إيجابيًا على تحفيزهم وأدائهم. ومع ذلك، يحتاج الموظفون إلى توخي الحذر بشأن مشاركة حياتهم الشخصية ومعلومات العمل السرية أو الأفكار. بغض النظر عن طبيعة الصداقة، من المهم أيضًا التصرف بشكل احترافي خلال ساعات العمل.
لأهمية التواصل في الحياة المهنية، اضغط هنا
لأخطاء التي تحدث أثناء البحث عن عمل، اضغط هنا
حياة العمل والمهنة